موضوع: عفوا لقد نفذ رصيدكم السبت سبتمبر 04, 2010 6:14 am
الحمد لله مبرئ البرايا، مجزل العطايا، له جزيل الحمد وكريم التحايا، خلق خلقه وجعل نفوسهم مستودعات عرايا، وأرسل إليهم رسله بجميل الخصال وحسن السجايا, يهدون للتي هي أقوم، ويدعون للأحسن بالأحكم، وينذرون الموقف الأعظم، الذي يظهر فيه مخفي الصدور ومكنون الحشايا. و الصلاة والسلام على خير الأنام محمداً عبدالله ورسوله، خير بشر وطئت الثرى قدمه، ونطق بالحق فمه، وجرى في عرق دمه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. عفوا لقد نفذ رصيدكم .. إنها كلمة طالما سمعها الكثير منا و عندها لا يستطيع أن يتصل بالأخرين ثم يعود المرؤ فيجدد شحن الرصيد بكارت جديد أو تحويل رصيد ولكن هناك رصيد آخر عندما ينفد و هو لا محالة نافد و لن تستطيع إعادة شحنه أو التحويل إليه من أي رصيد آخر ، إنه عمرك يا أخي و عمرك يا أختي عندما ينفد رصيكم من الأيام والدقائق و الثوان فمن ياتيكم برصيد جديد ومن أين لكم الرصيد الجديد حينما تقول لملك الموت أخرني ساعة أو دقيقة أو ثانية أتوب فيها الى الله و أستغفره فيقول لقد بحثت لك عن لحظة فلم أجد و بحثت لك عن لقمة غذاء فلم أجد و عن شربة ماء فلم أجد ( لقد نفذ رصيدكم ) إن هذه اللحظة آتية لا ريب فيها قال تعالى ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ )(الجمعة: من الآية هل تفكرت في هذه اللحظة ، هل تخيلت نفسك و الملائكة من حولك إن كنت من الصالحين رأيت ملائكة بيض الوجوه طيبي الرائحة معهم أكفان من الجنة و حنوط من الجنة جاؤك مبشرين و ملك الموت عند رأسك ينادي روحك يا أيتها الروح الطيبة اخرجي الى روح وريحان ورب راض غير غضبان و إن كنت غير ذلك و العياذ بالله رأيت ملائكة العذاب سود الوجوه منتنة ريحهم معهم أكفان من النار و حنوط من النار و ملك الموت عند رأسك ينادي روحك أيتها الروح الخبيثة اخرجي الى غضب الله و سخطه فتهرب الروح في الأعضاء خوفا و فزعا فينتزعها انتزاعا تقول له دعني لحظة ، دعني أذكر الله مرة فلا يدعك ( لقد نفذ رصيدكم ) هل تخيلت نفسك و أنت تعاني من السكرات و تعاني من خروج الروح و قد قطع الألم صوتك فلا تستطيع الصراخ و لا تستطيع الحراك و لو استطعت لجريت الى الصحارى و البرارى من شدة ما تجد ، تخيل الموت و قد جاء على عقلك فغشيه و على لسانك فأبكمه و علي أذنك فأصمها تود لو تستريح بالأنين و الصراخ و لكنك لا تقدر على ذلك من شدة السكرات روي أن موسى عليه السلام لما صارت روحه الى الله عزوجل قال له ربه " يا موسى كيف وجدت الموت ؟ قال : وجدت نفسي كالعصفور الحي حين يقلى في المقلاة لا يطير فينجو و لا يموت فيستريح " التذكرة هل تخيلت نفسك و قد حُملت على الأعناق ثم في حفرة وضعوك و ذهبوا وتركوك و لو ظلوا معك ما نفعوك ، رجع الأهل و الأحباب ، رجع الأصدقاء و ذهب المال ولم يبقى معك إلا عملك فإن كان صالحا وجدته نعم الجليس و نعم الرفيق طيب الرائحة حسن الوجه وهل هناك أحسن من تلاوة القرآن و قيام الليل و الصدقات و صلة الأرحام و الدعوة إلى الله هذه أعمالك الصالحة التى كنت تعمل فهي معك لا تفارقك أبدا ، وان كانت أعمالك غير ذلك و العياذ بالله فبئس الرفيق و بئس الجليس . حتى متى و إلــى متى نتـــــوانى ؟ و أظــــن هـــذا كلــه نسيـانــا و المــــوت يطلبنا حثيثا مـــسرعا إن لم يـــزرنا بكــــرة مسانــا إنـــــــا لنـــوعظ بكــرة و عــشيــة و كأنما يعنى بـــذاك ســــوانا غلب اليقين على التشكك في الردى حتى كـــأني قــــد أراه عيانــا يــامـن يصير غـدا إلــى دار البلى و يفارق الإخــوان و الخـلانا إن الأمـاكـن في المعــــاد عــزيزة فاختر لنفسك إن عقلت مكانا و انظـر لنفســك إن أردت تعــزها قبل الممات و لا تكن مهوانا رسل الموت للموت رسل كثيرة يرسلها إلى الناس ولكن هناك من يري تلك الرسل و يقف معها وقفة جد و عمل و كثير عنها غافلون من هذه الرسل على سبيل المثال ( موت جارك قبلك ، و موت أخوك و أبوك وأمك ، و حادث على الطريق تراه بعينيك يموت فيه العشرات كان من الممكن أن تكون معهم ، و بياض شعرك بعد سواده ، و إنحناء ظهرك بعد استقامته .... الخ ) يروى أن أحد الصالحين كان قد حفر لنفسه قبرا في بيته وكان كلما رغب في الدنيا و نسي الموت نزل إلى القبر و ظل ينادي رب ارجعون ، رب ارجعون ..... ثم يخرج من هذا القبر و يقول لنفسه ها أنت قد عدت إلى الدنيا فاعملى صالحا قبل أن تقولى رب ارجعون فلا ترجعى ، لا أقول لك افعل ذلك ولكني أقول لا بل أنصحك بتذكر الموت عندما ترقد في فراش النوم وتذكر ما هي الأعمال التي تتمناها عند الموت و ما هي العادات و الأعمال التي تريد أنت تتخلص منها و تتوب منها . بادر قبل أن تبادر أخي / أختي (حقيق على من عرف أن الموت مورده، والقيامه موعده، والوقوف بين يدى الجبار مشهده أن تطول في الدنيا حسرته، وفى العمل الصالح رغبته) فهيا بنا نخرج الدنيامن قلوبنا و نجعلها في أيدينا ، ولنجدد العهد مع الله ، ونصلح الذي بيننا وبينه فإن من جد وجد ومن سهر ليس كمن رقد ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: “ بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال، فشر غائب ينتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر؟!” ((رواه الترمذى وقال: حديث حسن)) . أعمال تنفعك بعد الموت عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته)). 1- علما علمه ونشره: إن الإسلام حث على العلم ورغّب فيه، وجعل طلبه ونشره فرضا على التعيين أو الكفاية قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) [آل عمران:187]. وكان عليه الصلاة والسلام يقول ((بلغوا عني ولو آية )) و يقول ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا)). 2- وولدا صالحا تركه : فالوالد ينتفع بصلاح ولده مطلقا، وكل عمل صالح يعمله الولد فلأبويه من الأجر مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيء، لأن الولد من سعي أبيه وكسبه، كما قال النبي : ((إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه)) 3- ومصحفا ورثه :اشترى مصحفا ووضعه في البيت ليقرأ فيه أولاده أو وضعه في المسجد ووقفه لله تعالى، فإنه يأتيه من ثواب ذلك المصحف بعد موته ويلحق بالمصحف كتب العلم الشرعي0 4- مسجدا بناه : ولقد كان النبي يرغّب في بناء المساجد فيقول: ((من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة)) ويلحق بالمساجد المدارس ونحوها مما يعود نفعه على المسلمين . 5- أو بيتا لابن السبيل بناه : فمن بنى بيتا ووقفه على ابن السبيل يأوي إليه وينزل فيه في سفره فإنه يأتيه من ثواب ذلك بعد موته. 6- أو نهرا أجراه : إن قيمة الماء في الحياة لا تخفى على أحد، فقد جعل الله من الماء كل شيء حي والإسلام يرغب في العمل على توفير الماء للمحتاجين فمن أجرى نهرا يشرب منه الناس ويستقوا، فإن له الجنة، كما في الحديث عن النبي أنه قال: ((من حفر رومة [ بئرا ]فله الجنة)).. 7- أو صدقة أخرجها : قال كعب: اذا وضع الرجل الصالح في قبره، احتوشته اعماله الصالحة، الصلاة، والصيام، والحج، والجهاد، والصدقة. وقال وتجئ ملائكة العذاب من قبل رجليه فتقول الصلاة: اليكم عنه فلا سبيل لكم عليه، فقد اطال بى القيام لله عز وجل، قال: فياتونه من قبل راسه، فيقول الصيام: لا سبيل لكم عليه فقد اطال بى الصيام، قال: فياتونه من قبل جسده، فيقول الحج والجهاد: اليكم عنه، فقد انصب نفسه واتعب بدنه، وحج وجاهد لله عز وجل، لا سبيل لكم عليه، فياتونه من قبل يديه، فتقول الصدقة، كم من صدقة خرجت من هاتين اليدين حتى وضعت في يد الله ابتغاء وجهه، فلا سبيل لكم عليه، قال: فيقال له: هنيئاً طبت حياً، وطبت ميتاً، قال: وتاتيه ملائكة الرحمة، فتفرشه فراشاً في الجنة ودثاراً من الجنة، فيفسح له في قوة مد بصره، ويؤتى بقنديل من الجنة، يستضئ بنوره الى يوم يبعثه الله من قبره.
paradise lover
عدد المساهمات : 28 تاريخ التسجيل : 18/02/2011 العمر : 32
موضوع: رد: عفوا لقد نفذ رصيدكم الأربعاء يوليو 06, 2011 5:07 pm