new man
عدد المساهمات : 76 تاريخ التسجيل : 29/08/2010
| موضوع: أبي و أمي طريقي إلى الجنة السبت سبتمبر 04, 2010 11:52 am | |
| الحمد لله رب العالمين الذي علمنا ( و بالوالدين إحسانا ) ، و الصلاة والسلام على خاتم الأنباء و المرسلين الذي اخبرنا صلى الله عليه وسلم أن ( رضا الله في رضا الوالدين ، و سخط الله في سخط الوالدين ) ، وعلى آله وصحابته الطاهرين الطيبين و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد 00 من نعم الله علينا التي توجب الشكر و الحمد لله رب العالمين أن جعلنا من أبوين مسلمين فأم حنون و أب عطوف وهذه النعمة لا يعرف قيمتها إلا من فقدها ، حالها حال غيرها من النعم ، يعيش الإنسان حينا من الدهر لا يدرك قيمة النعم التي امتن الله بها عليه حتى إذا أخذت منه تمني بقائها لأنه قد أدرك قيمتها وكما يقول القائلون ( الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ) فإني أقول ( الوالدين نعمة من الله لا يرى حقيقة فضلها إلا من عاش يتيما ) ولهذا نجد أن الوالدان آتى ذكرهما في القرآن في 14 موضعا منها قوله تعالى ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)(النساء: من الآية36) قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب، فلا يغلظ لهما في الجواب، لا يحد النظر إليهما، ولا يرفع صوته عليهما، بل يكون بين يديهما مثل العبد بين يدي السيد تذللاً لهما. ثلاث مقرونة بثلاث قال ابن عباس رضي الله عنهما : ثلاث آيات مقرونة بثلاث ، لاتقبل منها واحدة بغير قرينتها ، قال تعالى ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)(النساء: من الآية59) فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه ، و الثانية قوله تعالى ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ )(المزمل: من الآية20) فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه ، و الثالثة قوله تعالى (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ )(لقمان: من الآية14) فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه0 فيهما فجاهد وبر الوالدين نوع من الجهاد بل هو جهاد لا شوكة فيه لأنه يتطلب الصبر عليهما و السهر على راحتهما فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله قال لرجل استأذنه في الجهاد: (( أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري] وذلك لبيان حق الوالدين وفضل برهما وأنه يقدم في بعض الأحيان على الجهاد في سبيل الله ( جهاد التطوع ) ، وعن معاوية بن جاهمة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) [رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به] و إن كانا كافرين !! بر الوالدين والإحسان إليهما واجب و إن كانا كافرين أو فاسقين ، غير أنه لا يطيعهما في معصية الله قال تعالى ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً )( لقمان: من الآية15) فإذا أمر الله تعالى بمصاحبة هذين الوالدين بالمعروف مع هذا القبح العظيم الذي يأمران ولدهما به، وهو الإشراك بالله، فما الظن بالوالدين المسلمين سيما إن كانا صالحين، تالله إن حقهما لمن أشد الحقوق وآكدها، وإن القيام به على وجهه أصعب الأمور وأعظمها، ، و عن أسماء رضي الله عنها قالت: قَدِمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت النبي فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة أفأصلها؟ قال: ((نعم، صلي أمك)). البر يزيل الكرب وبر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات. وما قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: ((اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي اسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء)). متفق عليه ولما لا و بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله)). نماذج من البر
هذا محمد بن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرع. وقال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئاً؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه. وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها. وهذا حيوة بن شريح، وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين، يقعد في حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم. ما يتنافي مع البر قول الابن لوالديه : أف أو رفع الصوت عليهما أو التلفظ بالألفاظ السيئة أو أو التذمر منهما أو رفض أمرهما ما لم يكن معصية لله 0 أن ينظر الابن إليهما نظرة احتقار أو إهانة أو أنهم ( دقة قديمة ) أو ينظر إليهما بتكبر أو لا ينظر إليهما أثنا الحديث معهما 0 أن يطلب الابن من والديه الفقيرين أكثر من طاقتهما ، أو يمنع عنهما المال إذا احتاجاه وهو يملك ذلك المال 0 عدم الاستغفار و الدعاء لهما بالرحمة و العفو و الجنة بعد الوفاة ، و عدم الصدقة لهما ، و عدم صلة أقاربهما و أصدقائهما 0 أو أن يسمح لأصدقائه أن يسبوا أباه و أمه كما يفعله كثير من الناس في زماننا ( سواء كان مازحا أو غير مازح ) و لا حول ولا قوة إلا بالله0 فيا من أدرك والديه أحدهما أو كلاهما رغم أنفك ثم رغم أنفك ثم رغم أنفك إن لم يدخلاك الجنة ، إنهما باب من أبواب الجنة بين يديك فلا تجعله خلف ظهرك فتندم ، واعلم أن الجنة تحت أقدام أمك فالزم قدميها تجد الجنة و يأتيك من روحها و ريحها ما يسعد قلبك و ينير دربك ، و تشرق شمس النعيم على حياتك فتحيل بردها دفئ و ظلامها نورا ، أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ويبعدنا عما يبغضه و يأباه و صلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
| |
|